بلدة ترشيحا
بلدة عربية تقع على مسافة 27كم إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا*. تربطها طرق معبدة بكل من عكا ونهاريا* ومعليا والرامة وحرفيش وسعسع* والجش وسحماتا* والكابري*.
أقميت ترشيحا في الجزء الشرقي من جبل الشيخ على أبو سعد أحد جبال الجليل*الغربي. وترتفع أكثر من 500م عن سطح البحر. ويتخذ مخططها شكلاً مستطيلاً امتدت البلدة وفقاً له في الجهتين الشرقية والغربية بحيث بلغت مساحتها في عام 1945 نحو 279 دونماً. وقد بنيت معظم مبانيها بالحجر. وكانت تشتمل على عدد من المرافق والخدمات العامة كالمحلات التجارية والمساجد والمدارس والعيادات الصحية. وهي من أهم قرى قضاء عكا في عهد الانتداب البريطاني، اذ ضمت آنذاك مسجدين ومدرستين ابتدائيتين للبنين والبنات. وكانت تقام فيها سوق أسبوعية يؤمها سكان القرى المجاورة. وكان فيها مجلس محلي يشرف على إدارتها وتنظيم شؤونها، وقد بلغت وارداته في عام 1944 نحو 1.376 جنيهاً فلسطينياً، ونفقاته نحو 2.076 جنيه فلسطيني. وخلال حرب 1948* دمر اليهود معظم ترشيحا بقنابل طائراتهم ومدافعهم فهاجر عدد كبير من سكانها العرب وبقي القليلون صامدين بالرغم من الاحتلال اليهودي لها. وقد أنشأ اليهود مستعمرة “معوناه” ملاصقة لبلدة ترشيحا العربية وفي طرفها الشمالي. ويطلق حالياً على الاثنتين اسم “معوناه ترشيحا”.
تبلغ مساحة أراضي ترشيحا والكابري معاً 47.428 دونماً منها 90 دونماً تسربت لليهود. وتزرع الحبوب في المنخفضات وبطون الأودية، والأشجار المثمرة على المرتفعات. وتشغل أشجار الزيتون أكبر مساحة بين الأشجار المثمرة، إذ غرس منها أثناء فترة الانتداب ما مساحته 4.047 دونماً. بذلك تكون ترشيحا ثالثة قرى قضاء عكا غرساً للزيتون. وتعتمد الزراعة* على مياه الأمطار. ويستغل اليهود المقيمون في معوناه الملاصقة لترشيحا جزءاً من أراضي ترشيحا في الزراعة المختلطة وتنمو الشجيرات والأعشاب الطبيعية فوق قمم الجبال ومنحدراتها التي لا تصلح للزراعة.
كان في ترشيحا عام 1922 نحو 1.880 نسمة، وازداد عددهم في عام 1931 إلى 2.522 نسمة كانوا يقيمون في 584 بيتاً. وفي عام 1945 قدر عددهم بنحو 3.830 نسمة. ولكن عددهم انكمش إلى 639 نسمة في عام 1949 نتيجة لهجرة غالبية السكان اثر حرب 1948. وفي عام 1961 بلغ عدد السكان العرب 1.150 نسمة في ترشيحا، ووصل عددهم مع السكان اليهود في معوناه ترشيحا في نهاية عام 1973 إلى نحو 5.450 نسمة.
تقوم قرية ترشيحا على موقع أثري يضم مدافن مقطوعة في الصخر وصهاريج للمياه، وبالقرب منها عدة خرائب منها: خربة روسيات وخربة جدين وخربة جعتون وخربة عليا وخربة شغبا، وفي سنة 1931 أجرت دائرة الآثار الفلسطينية تنقيبات أثرية في القبور المقطوعة في الصخر، وتعود إلى القرن الرابع الميلادي. وقد عثر فيها على خواتم وأقراط وأختام مسطحة وتمائم (رَ: الخرب والأماكن الأثرية)
ليست هناك تعليقات